قال الله تعالى : (ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى)
و قال تعالى: فاعرض عن من تولى عن ذكرنا و لم يرد الا الحياة الدنيا)
, وفي الحديث ,
كان ابن العباس يحدث ان الله ارسل الى نبيه ملكا من الملائكة معه جبريل ,فقال الملك لرسوله :'ان الله
يخيرك بين ان تكون عبدا نبيا, بين ان تكون ملكا نبيا ) , فالتفت رسول الله الى جبريل كالمستشير له,
فاشار جبريل الى رسول الله ان تواضع, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : بل اكون عبدا نبيا
, قال :فما اكل بعد تلك الكلمة طعاما متكئا حتى لقي الله عز وجل .و اصل هذا الحديث في الصحيحين .
عن انس بن مالك قال : دخلت على رسو ل الله و هو على سرير مضطجع مزمل بشريط و تحت راسه
وسادة من ادم حشوها ليف, فدخل عليه نفر من اصحابه , و دخل عمر فانحرف رسول الله انحرافة, فلم
ير عمر بين جنبه و بين الشريط ثوبا , و قد اثر الشريط بجنب رسول الله , فبكى عمر, فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم :ما يبكيك يا عمر؟ قال : و الله ما ابكي الا اكون اعلم انك اكرم على الله من كسرى
و قيصرو هما يعيشان في الدنيا فيما يعيشان فيه , و انت يا رسول الله في المكان الذي ارى, فقال رسول
الله :اما ترضى ان تكون لهم الدنيا و لنا الآخرة ؟ قال : بلى , قال : فانه كذلك.
عن علقمة بن مسعود قال :اضطجع رسول الله على حصير فاثر الحصير بجلده ,
فجعلت امسحه, و اقول : بابي انت و امي الا آذنتنا فنبسط لك شيئا يقيك منه
تنام عليه ؟ فقال :مالي و للدنيا , ما انا و الدنيا الا كراكب استظل تحت
شجرة ,ثم راح و تركها .
و في الصحيحين من حديث هشام بن عروة, عن ابيه, عن عائشة انها قالت :
انا كنا آل محمد ليمر بنا الهلال ما نوقد نارا انما هو الاسودان: التمر و الماء الا انه كان حولنا اهل دور
منالانصار يبعثون الى رسول الله بلبن منائحهم, فيشرب ويسقينا من ذلك اللبن.
المصدر "كتاب البداية و النهاية للامام ابن كثير" المجلد الثالث