كيف تكون ايجابى

بسم الله الرحمن الرحيم





نتعجب احيانا نرى اشخاصا تحصل لهم ظروفا متشابهه














لكن هناك فروقا شاسهة بينهم في التعامل و التعايش مع هذه الظروف , والسبب في ذلك يرجع الى كون بعضهم ايجابيا و البعض الاخر سلبي .


- الانسان السلبي : هو المتشائم من دنياه , ومستقبله المتكاسل عن العمل , المتواكل على الاخرين , المتألم من ماضيه المتذمر من واقعه , وتتفاوت درجات السلبية في الناس .

- ولو أدخلت رأسك في الماء فستنقطعين عن الناس والحياة من حولك وسوف تسمعين تنفسك و تحركات جسمك فقط و ستظلين هكذا ما لم تخرجي راسك من الماء ,( السلبي هكذا ) يعيش في بوتقة مشكلاته فلا يذكر الا السئ من ماضيه وواقعه ومستقبله لذلك فان الحياة تتعسه , ولا عجب في ذلك لسببين :
الاول : اننا كلنا نتعرض لمشكلات لكن السلبي يفحمها ويكثرها ولا يرى غيرها (بينما الانسان العادي يراها طبيعية على مقولة (مرة لك ومرة عليك )

اما الايجابي فله مقولات عجيبة مثل ( عجبا لامر المؤمن كل امره له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له) .

السبب الثاني : في كون الحياة تتعب الانسان السلبي أكثر هي باذن الله تعالى سننا كونية مقدرة فمن اهتدى اليها وفق مما يريد ومن هذه السنن ان الذي يتوقع الاسوا يحصل على الاسوا كما في الحديث القدسي , (انا عند حسن عبدي بي فليظن بي ما شاء) .
هذا الحديث خطير للغاية وظاهر معناه ان الذي يتوقع خيرا من الله فلن يخيب الله ظنه والذي يتوقع غير ذلك فلا يلومن الا نفسه ومن هذا يقول ابن القيم (ان الله لا يضيع عمل عامل ويخيب امل آمل ) وقد نهى الشرع عن الطيرة وهي التشاؤم واخبر عن قوم يدخلون الجنة يوم القيامة بدون حساب وعددهم سبعون الفا من صفاتهم انهم لا يتطيرون ولايسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون .

وخلاصة القول __ السلبي يتشائم قبل حدوث المشكلة ويضخم المشكلات بعد حدوثها , كما ان السلبي المتشائم يصيب نفسه بالاحباط فينعكس ذلك على تصرفاته , فكيف يبدع وينجح ويخترع من لا يرى املا في الواقع والمستقبل ؟ فالحياة فعلا تتعب السلبي .

اما الايجابي : فهو المستفيد من ماضيه المتحمس لحاضره والمتفائل بمستقبله , ومن اجتمعت فيه هذه الصفات فقد جمع صفات الناجحين , الايجابي نشيط متوكل متبشر بالنتائج , يقلب المحنه الى منحه والسقطة بالنسبة له تجربة والمرارة فائدة والشر خيرا وهو عنصر فعال اينما وقع نفع .

هناك قصصا كثيرة عن العظماء والاعلام تروى ان كثيرا منهم كان فاشلا في دؤاسته ويتيما او معاقا او فقيرا او سجينا او طريدا لكن الصفة التي كانت تجتمع فيهم جميعا هي الايجابيه والتفاؤل والدافع الداخلي .

ونحن بحاجة الى ثورة ايجابية تبدأبالنفس وتنتقل الى محيطنا الاسري ثم الى بيئة العمل ثم الى المجتمع ثم الى العالم .




فكيف نوقظ هذا العملاق النائم في داخل انفسنا ؟؟؟

هذا ما ساتطرق له غدا باذن الله .....